بداية فلسطينية جديدة…هذه شروطها

الجريدة نت18 ديسمبر 2017
بداية فلسطينية جديدة…هذه شروطها

بعدما تأكد الفلسطينيون من انحياز أمريكا باكامل إلى جانب إسرائيل، باتوا يطالبون، ووفق الصحافي الفلسطيني المستقل رمزي بارود، بإعادة ترتيب أولوياتهم، وتحالفاتهم واستراتيجيتهم الوطنية.

ويدعو بارود في مقال في صحيفة “فورين بوليسي جورنال” إلى التوقف عن ممارسة العمل السياسي الفلسطيني بالطريقة نفسها لما قبل اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل.
ويشير لسيطرة حركة فتح على السلطة الفلسطينية منذ إنشائها في 1994، واستباقها رد الشعب الفلسطيني الغاضب على الخطوة الأمريكية، عبر الإعلان عن “يوم غضب”. وفي ذلك اليوم، قتل وجرح عدد من الفلسطينيين في صدامات شملت أرجاء الأراضي المحتلة، بما اعتبر غضباً مبرراً على قرار أمريكي لا مبرر له.
لكن، بحسب بارود، أقل ما يمكن قوله عن استغلال مشاعر الفلسطينيين من قبل قيادتهم، أنه ينطوي على إهانة لهم. وفي الماضي غالباً ما نجحت “سياسات الغضب” التي مارستها القيادة الفلسطينية، من أجل تجنب السخط الشعبي والانتقادات.
تحمل مسؤولية

ويؤكد الكاتب أن إسرائيل والولايات المتحدة تستحقان كامل الشجب لدورهما في استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي وتمويله والدفاع عنه، وإخضاع الشعب الفلسطيني. ولكن يجب أن يوجه اللوم أيضاً إلى القيادة الفلسطينية لمشاركتها طوعاً في لعبة “عملية السلام”، والتلويح ببصيص أمل يتعلق بـ “حل الدولتين” للفلسطينيين اليائسين.
ويتابع بارود أن مجموعة من الزعماء الفلسطينيين ومعهم مسؤولون وساسة وخبراء ومتعاقدون حصدوا مليارات الدولارات من صناديق أجنبية من أجل استمرار معزوفة “العملية السلمية” لأكثر من 25 عاماً، في وقت اشتد فيه فقر الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وغدوا أكثر يأساً.
ملاحقة
ويشير الكاتب لملاحقة السلطة الفلسطينية كل من رفض الإطار السياسي الذي طرحته تلك السلطة وسجنهم ومعاقبتهم. ولم يحدث ذلك في غزة فحسب، بل في الضفة الغربية أيضاً. فقد عومل بقسوة شديدة عدد من الصحفيين والأكاديميين والفنانين والنشطاء، بسبب انتقاداتهم لنهج السلطة الفلسطينية.
درس
واليوم، وكما يلفت الكاتب، تدعو السلطة الفلسطينية أولئك الفلسطينيين أنفسهم للتعبير عن غضبهم. كما دعت حركة حماس في غزة لانتفاضة ثالثة. وما يدعو للعجب أن الفصائل الفلسطينية لم تتعلم درساً من التاريخ. فإن انتفاضات شعبية حقيقية لم تكن قط استجابة لدعوة حزب أو زعيم سياسي. إنها صيحة تلقائية صادقة من أجل الحرية تنبع مباشرة من الجماهير، لا من النخب السياسية.
مصالح سياسية
وفيما أمل بعض الفصائل بأن يوفر غضب الجماهير ضد الاحتلال الإسرائيلي حماية قد تمكنهم من البقاء لفترة أخرى، تركب مجموعات أخرى الموجة لتحقيق مصالحها السياسية الخاصة.
لكن، وفقاً للكاتب، ليست هذه استراتيجية ناجحة، وإرسال أشخاص عزّل لمحاربة جنود مسلحين، لإيصال رسالة إعلامية وحسب، لن يضغط، في الواقع، على إسرائيل ولا على الولايات المتحدة. وتتأكد صحة هذا الرأي عند ملاحظة كيف يركز معظم وسائل الإعلام الأمريكية على “العنف الفلسطين”، وكأن العنف الاحتلال الإسرائيلي غير موجود، وكأن أمن الإسرائيليين هو أهم شيء في هذا الوقت.
موقف موحد
وبرأي بارود، يحتاج الفلسطينيون إلى موقف قوي موحد من إخوانهم العرب بشأن هذه القضية، دون التردد في استكشاف طرق سياسية جديدة، وفرض ضغط ملموس وحقيقي على الولايات المتحدة وإسرائيل كي يتراجعا عن موقفهما الحالي.
ويختم الكاتب بالسؤال عن سبب تمسك قادة فلسطينيين بشدة بكراسيهم، رغم الضرر الذي تسببوا به للقضية الفلسطينية. ويشير بوجوب تقديم القيادة الفلسطينية اعتذاراً صادقاً وحقيقياً للشعب الفلسطيني على كل الوقت والدماء والطاقة التي أهدرت طوال سنين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.