هل يخلف طلال حمية.. “الشبح” حسن نصر الله في زعامة الحزب؟

الجريدة نت28 سبتمبر 2024
هل يخلف طلال حمية.. “الشبح” حسن نصر الله في زعامة الحزب؟

مع تأكيد “حزب الله” مقتل أمينه العام حسن نصر الله إثر غارة إسرائيلية استهدفته في ضاحية بيروت الجنوبية، يدخل الحزب مرحلة استثنائية مليئة بالتحديات، إذ تتجاوز تبعات هذا الاغتيال حدود لبنان لتصل إلى طهران. نصر الله، الذي لم يكن مجرد قائد عسكري أو زعيم سياسي بل رمزاً مؤثراً داخل المنظومة الإيرانية، يمثل فقدانه ضربة كبيرة للحزب ولإيران نفسها.

ورغم وجود آلية داخلية تتضمن قيام المجلس السياسي باختيار أمين عام جديد، لن يكون القرار مستقلاً بالكامل، فإيران، التي تعتبر حزب الله جزءاً أساسياً من استراتيجيتها في المنطقة، سيكون لها دور رئيسي في تحديد الخليفة. هذه السيطرة الإيرانية لم تكن مفاجئة، خاصة أن الحزب يعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري والمالي من طهران، مما يعني أن القيادة الجديدة لن تُختار إلا وفقاً لمصالح إيران الإقليمية.

تختلف الظروف الحالية لاغتيال نصر الله بشكل جذري عن اغتيالات سابقة لقادة في الحزب، مثل عباس الموسوي، نظراً للتعقيدات الأمنية والسياسية التي تمر بها المنطقة. فاغتيال نصر الله يأتي في وقت حساس يتعرض فيه الحزب لضغوط متزايدة، سواء من الداخل اللبناني أو من إسرائيل التي تصعد عملياتها العسكرية. إلى جانب ذلك، فإن الغارة التي استهدفت نصر الله أظهرت قدرة إسرائيل على الوصول إلى قادة حزب الله حتى في أكثر الأماكن تحصيناً، مما يطرح تساؤلات حول مستوى الاختراق الأمني الذي تعرض له الحزب.
من الجدير ذكره أن الجماعات هذه ليست جماعات مؤسساتية، وقد يؤدي مقتل زعيمها إلى ضعف صفوفها أو انهيارها وفقا للظروف التي تمر بها وقدرتها على التكيف مع استنزاف قياداتها، ويشار إلى أن فيلق القدس الإيراني تشتت قواه بعد اغتيال قاسم سليماني قرب مطار بغداد عام 2020.
ومؤخرا شكل مقتل حوالي العشرين من قادة وحدة “الرضوان” نكسة كبيرة لـ “حزب الله” إضافة لمقتل القيادي فؤاد شكر وحوالي 400 عنصر آخر على مدى الأشهر العديدة الماضية، من دون نسيان تفجير أجهزة الاتصالات العسكرية الأسبوع الماضي.
تتزايد التكهنات حول كيفية تعامل إيران مع هذا الوضع، وما إذا كانت ستسعى إلى استبدال نصر الله بشخصية قادرة على الحفاظ على تماسك الحزب واستمرارية دوره في المعادلة الإقليمية. فمن سيكون خليفة حسن نصر الله في زعامة الحزب؟
طلال حمية.. “الشبح”
طلال حمية من مواليد 27 نوفمبر 1952، ينحدر من بلدة طاريا الواقعة في البقاع الأوسط، وهو من الشخصيات القليلة التي كانت تتواصل بشكل مباشر مع نصر الله، ويتزعم وحدة العمليات الخارجية للحزب.
ينتمي حمية للجناح العسكري للحزب، لذا فهو متوار عن الأنظار ويعمل في الخفاء وبعدة أسماء مستعارة منها: “عصمت مزرعاني” كما يعتبر حمية من الجيل الأول للحزب، إذ انضم إليه في منتصف الثمانينيات حين تولى مسؤولية تنشئة عناصر من الحزب في برج البراجنة بضاحية بيروت الجنوبية، ويطلق عليه الموساد الإسرائيلي لقب “الشبح”.

خلف “طلال” قائد الوحدة السابق “مصطفى بدر الدين”، صهر “جهاد مغنية” وخليفته والذي قُتل أيضا في سوريا عام 2016، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق “أحمد وحيدي”، كما كان، وفق معلومات “الموساد”، مسؤولا عن نقل ترسانة حزب الله الصاروخية عبر سوريا.
ووفقا لموقع “المكافآت من أجل العدالة
” الأميركي يعتبر حمية هذا مسؤولا عن تخطيط وتنسيق، وتنفيذ الهجمات خارج لبنان، لا سيما تلك التي استهدفت في المقام الأول إسرائيليين وأميركيين. وارتبط اسمه بالعديد من الاعتداءات، وهو متهم بالمشاركة في خطف طائرة TWA في يونيو 1985.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.