بعد 100 يوم على المقاطعة.. مصداقيّة قطر صفر

الجريدة نت17 سبتمبر 2017
بعد 100 يوم على المقاطعة.. مصداقيّة قطر صفر

بعد مرور مئة يوم على مقاطعة الرباعي دولة قطر لدعمها الإرهاب والمجموعات المتطرّفة، كتبت مجلّة “إيدجبت توداي” تقريراً ذكّرت الدوحة من خلاله بأنّها إذا كانت غنيّة فهذا لا يعني أنها ستكون محصّنة ضدّ الأزمة. فهي تتمتّع بحقول الغاز والنفط لكنّها لا تستطيع إنتاج موادها الغذائيّة الخاصة، إذ حوالي 40% من من هذه السلع تأتي عبر الحدود البرّيّة مع السعودية.

  وكان هذا العامل جليّاً خلال الأيام الأولى على المقاطعة خصوصاً في المتاجر الكبيرة التي بدت فارغة بعدما سارع المواطنون كي يخزّنوا السلع الغذائية في بيوتهم. ولم تأخذ الحكومة القطرية بالاعتبار أنّ خطوطها الجوية ستتأثر بعد منعها من استخدام المجالات الجوية للدول المقاطعة، الأمر الذي جعل السفر إلى أماكن في أفريقيا أو أمريكا الشمالية أطول بكثير. وعانى الطيران المدني القطري من خسائر وصلت إلى 25% بعد الأزمة.

من جهة ثانية، خسرت أسواق البورصة 10% من القيمة السوقية خلال الشهر الأوّل على اتّخاذ الرباعي إجراءاته. وتشير المجلّة إلى أنّ قناة “بلومبيرغ” أظهرت كيف أجبرت هذه الخطوات الحكومة القطرية على اللجوء إلى بدائل أكثر كلفة للطرق التجارية في حين انخفضت وارداتها في يونيو (حزيران) بحوالي 40% مقارنة مع الفترة نفسها في يونيو 2016. وطوال الوقت، ظلت الدوحة ترفض المطالب التي قدّمها الرباعي وتحاول الالتفاف حولها.

قد تمتّد الأزمة إلى 2018
وعوضاً عن تصحيح الأمور مع جيرانها والاعتراف بصحّة ما ورد في عشرات التقارير والوقائع التي أكدت علاقة الدوحة بالمجموعات الإرهابية أو الدول الراعية لها مثل إيران، أنكرت الدوحة جميع هذه الاتهامات ووصفتها بأنها اعتداء على سيادتها. وفي 5 يوليو (تموز) تلقّى الرباعي جواباً سلبياً على مطالبه، وبالرغم من ذلك، لأجل إيجاد أرضية مشتركة، قلّص لائحته من 13 مطلباً إلى ستة مبادئ عامّة لمكافحة الإرهاب وقطع تمويله وعدم الحضّ على الكراهية ووقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. مرّة أخرى، رفضت الدوحة الاستجابة. وقال كريستوفر دايفدسون، خبير في شؤون الشرق الأوسط ضمن جامعة دورهام البريطانية، إنّ الأزمة قد تمتدّ إلى حوالي 2018، في حديثه إلى وكالة الصحافة الفرنسية.

لا علاقات مميّزة مع إيران.. لكنّها “دولة شريفة”!
وحاول الرئيس الأمريكي في وقت باكر من هذا الشهر التدخل لإيجاد حل، لكنّ العلاقات السعودية القطرية ازدادت سوءاً بعد بضعة أيام فقط بسبب تحوير الدوحة للوقائع بعد الاتصال الذي جمع الأمير القطري بولي العهد السعودي محمّد بن سلمان والذي أوحت وكالة قطر للأنباء أنّ السعودية هي من بادرت لطلب التفاوض وأنّ الأمير تميم وافق على إرسال موفدين بناء على الطلب السعودي. وكتبت المجلة أنّ استمرار قطر في تحوير الحقيقة سيؤجل التوصل إلى الحل.

وخلال اجتماع للوزراء العرب قال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي إنّ إيران “دولة شريفة”. وهذا يناقض كلام وزير الخارجية القطري محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني لوكالة “سبوتنيك” في 31 أغسطس (آب) حول عدم قدرة أحد على الادّعاء بوجود علاقات مميزة لقطر مع إيران أو سياسة مميّزة تجاهها. وقد اختارت قطر أن يكون لها علاقات قريبة من طهران ضدّ إرادة جيرانها في مجلس التعاون، ولهذا لا عجب من إسراع إيران إلى فتح مجالاتها الجوية لمساعدة الدوحة بعد الإجراءات العربية ضدها. وحذّر أليكس فاتانكا، باحث بارز في معهد الشرق الأوسط، من سرور إيران برؤية مجلس التعاون في هذه الحالة من الخلاف، مشدّداً عبر صحيفة “غلف نيوز” الإماراتية على أنّ هذا الأمر لطالما كان هدفاً استراتيجيّاً لإيران.

الدوحة ستتعب أوّلاً

واستطاع الإعلام في دول الرباعي المكافح للإرهاب أن يتعقّب ويكشف بعضاً من الكيانات والأفراد المرتبطين بالإرهاب والمدعومين من قطر كي يجلبوا الدمار والفوضى لدول عربية متعددة مثل سوريا وليبيا والعراق. كما كشفت علاقتها بدعم الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة ومنظمات إرهابية أخرى. ونجح المقاطعون لقطر ببناء جبهة قويّة ضدّها بحسب ما قاله دايفدسون لوكالة الصحافة الفرنسيّة حول اضطرار الدوحة في نهاية المطاف إلى تقديم أوّل تنازل. إضافة إلى ذلك، ساهمت المقاطعة في منع وصول المؤن والمساعدات إلى الإرهابيين ممّا أدّى إلى تحرير بعض المدن والمقاطعات الرئيسيّة بما فيها بنغازي.

وتابعت المجلّة إشارتها إلى أنّ الوثائق المسرّبة في 11 يوليو (حزيران) الماضي أظهرت كيف فشلت الدوحة في الالتزام بموجباتها تجاه مجلس التعاون في إطار الاتفاقات التي وقّعت عليها سنتي 2013 و2014. هذا الفشل دفع الدول المقاطعة إلى اتّخاذ إجراءات ضرورية للحفاظ على أمنها واستقرارها. وباتت مصداقيّة قطر في هذا المجال تساوي صفراً بعدما استمرّت في اتّباع سياسات تناقض الموجبات التي وقّعت عليها مثل تطوير علاقاتها مع إيران وتمويل الإرهابيّين.

دعم العقل المدبّر لهجمات 11 أيلول
وأوردت “سكاي نيوز” في أحد وثائقيّاتها بعنوان: “قطر… الطريق إلى مانهاتن” الصلات بين قطر والعقل المدبّر لهجمات 11 سبتمبر. كما أورد كيف ساعدته الدوحة وأمّنت له المخبأ والمساعدة الماليّة ومنعت المخابرات الأمريكية من اعتقاله. وأوضح الوثائقي تعاطف آل ثاني مع الزعيم السابق للقاعدة أسامة بن لادن. وبيّن تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية سنة 2015 كيف أنّ “أفراداً وكيانات داخل قطر يستمرّون في تأمين مصدر للدعم المالي للإرهابيين والمجموعات المتطرفة العنيفة، خصوصاً فروع القاعدة الإقليمية مثل جبهة النصرة”. وأشارت مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات إلى أنّ حكم حمد بن خليفة تميّز بالتغاضي المستمرّ عن المموّلين الفرديين للإرهاب الذين عيّنتهم واشنطن.

قلّة فقط ستتفاجأ برعايتها للإرهاب
وكتبت تيليغراف البريطانية في سبتمبر (أيلول) 2014 أنّ “الحقيقة المدركة هي أنّ قلة في الشرق الأوسط قد تتفاجأ” من دعم قطر وتمويلها للإرهابيين، لأنّها “الراعي الأوّل” للإسلاميين المتطرفين. أمّا نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات جوناثان سكنزر فانتقد تجاهل إدارة جورج بوش الابن سجلّ قطر في دعم العقل المدبّر لهجمات 11 سبتمبر، مشيراً في مقاله ضمن صحيفة نيويورك بوست أنّه كان على بوش وأوباما تعيين قطر كدولة راعية للإرهاب من خلال وزراء خارجيّتهما.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.