بين الأيرنة بالنووي والأسرلة بالبعض العربي المنطقة في سيولة شديدة

الجريدة نت24 يوليو 2017
بين الأيرنة بالنووي والأسرلة بالبعض العربي المنطقة في سيولة شديدة

في منحنيات ومسارات وآفاق جلّ المسألة العربية وعمقها، ليس هناك شيء اسمه سياسة إقليمية نتاج المكونات العربية التي تعيش في المنطقة الشرق الأوسطية، في ظلّ حالة سرطانية تتموضع في انتشار مدروس للقواعد الأمريكية، من خلال اعادة هيكلة انتشاراتها هنا وهناك وفي خضم حالة السيولة الشديدة التي تعانيها المنطقة، على طول وعرض خطوط ومنحنيات جغرافيا الوطن العربي ومجالاتها الحيوية، بل هناك مخططات ومنفذون لها أي وكلاء للأمريكي وهم من أبناء جلدتنا مع كل أسف وحزن وحصرة، وهم بمثابة بروكسي على تطوير وتعميق العلاقات بين مكونات الأمة الواحدة، لا بل جزء سرطاني من ذات الحالة الأمريكية العسكرية الأنفة في الأنتشار والتموضوع. وبعبارة أكثر عمقاُ، ليس هناك سياسة عربية مستقلة، بل سياسة أمريكية برامجية، وما يجري في المنطقة تطبيق للسياسات الأمريكية ليس أكثر ولا أقل من ذلك، وذاكرة البعض منّا كعرب مثقوبة بشكل عامودي وعرضي، ويعتقد هذا البعض العربي المحزن، بأنّ ذاكرته المثقوبة ليست إلاّ إبداعات خارقة وعبقرية فذّة، يصعب على من حولهم فهمها وحلّ ألغازها، لضيق مداركهم العقلية من وجهة نظرهم هؤلاء الواهمون المثقوبون المفعولون بهم. الطرف المصري وهو طرف وازن ومؤثر في المنطقة بين الفينة والأخرى، وأحياناً بمناسبة وبدون مناسبة، يعلن أنّ السياسة المصرية متطابقة مع السياسة السعودية إزاء المسألة السورية مثلاً! حسناً كيف ذلك؟ ألا يعتقد الطرف المصري أنّ ما يجري الآن في المنطقة، هو تفكيك للدول القومية مترافقاً ذلك مع التطبيع القسري؟(يحسب الكثير من المراقبين والباحثين، أنّ الدور المصري في الحدث الاحتجاجي السياسي السوري غير مريح حتّى اللحظة، وأنا معهم إلى حد ما)، وتاريخيّاً الرياض هي المحرّك لاتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 م، وبالتعاون مع المغرب أيام الرئيس محمد أنور السادات. ولأنّه في الحروب وعقابيلها، تتحرك الجغرافيا على وقع إيقاعات ومديّات المعارك، وأزيز الرصاص وهمس ووشوشات التراب وعتاب البنادق، ولأنّ الضمير العربي في نزهة خارج الوطن، وأنّ الأعلام المظلّل والمظلّل ليس غبياً، بل هو واثق بغباء متابعيه، ولأنّ البندقية التي لا ثقافة خلفها تقتل ولا تحرر، ولأنّ الديكتاتورية من منظور البعض العربي المتهالك المتصعلك تعني: أن تجعل المثقفين والمفكرين يصمتون، علينا أن لا نلتفت إلى تصريحات هنا وهناك، لبعض غلمان بعض الحكومات العربية ونؤكد على التالي: ليس هناك سياسة في العالم العربي، ومن يحسب غير ذلك ويعتقده فهو واهم ويبني قصوراً زمرديّة في الهواء، الشيء الفاعل في عالمنا العربي هو تطبيق للسياسات، وأي تصريح عربي أيّاً كان فيما يخص سورية قلب الشرق وسيّدة الجغرافيا وأجمل النساء العفيفات، ليس سياسة وأنه لا يخرج عن إطار تطبيق للسياسة الأمريكية، والتي تقود معركة الناتو في سورية ليس لإسقاط النسق هناك، بل والوجود الروسي في المنطقة والمتوسط ثم الأستدارة لاحقاً الى أسيا الوسطى والقوقاز. في المعلومات، أنّ البلدربيرغ الأمريكي  يوجّه ويسعى وعبر دواعش البنتاغون الأمريكي ذات التفقيس الجديد، وعبر الصعاليك الجدد القدماء في ما تسمى بفتح الشام الأرهابية بديل جبهة النصرة الأرهابية، عبر الأرهابي ابو محمد الجولاني والذي يمكن أن يكون قاديروف سورية(صعاليك القاعدة يأجوج ومأجوج العصر)، وبعد انجازات الجيش العربي السوري والحلفاء والأصدقاء، حيث الأمريكي يعلم أنّ رهانه فقط محصور بالنصرة التي حوّلت الى جبهة فتح الشام(جفا)، وفكّت ارتباطها شكلاً مع القاعدة الأم، والغاية والهدف تبييض صفحاتها الأرهابية وجعلها حمل وديع، مع تدويرات هنا وهناك للجولاني(أحمد حسين الشرع)قاديروف سورية القادم انّها خديعة العصر الأمريكي، حيث من الممكن أن يكون كذلك ولكن بسيناريو مختلف بقياسات مع الفارق، وبعبارة أخرى: في المسألة الشيشانية سابقاً نجد نفس سلّة اللاعبين الأمميين مع الدعم الخليجي وخاصةً السعودي، بحيث ستكون النتيجة حسم عسكري للنظام يصرف بالسياسة لاحقاً لكافة الأطراف، حيث في روسيّا كان الوهابيون فريقان: فريق جلّه من العرب ومنهم جماعات أخرى من بقاع الأرض يقوده شامل باساييف، ومعه خطّاب الفلسطيني الغزّاوي ذو الجنسيّة السعودية، وفريق آخر أغلبه من أهل الشيشان والقوقاز يقوده أحمد قاديروف ابو رمضان، جرى  فيما بعد تفاهمات نواة الفدرالية الروسية بزعامة الرئيس بوتين مع قاديروف الأب ليتولى تصفية القيادات المنافسة، ثم جماعة شامل باساييف باسناد روسي، وصار في النهاية رئيساً للشيشان ضمن الفدرالية الروسية الواحدة، وتم اغتياله لاحقاً بتفجير غامض جدّاً، والآن ابنه الرئيس رمضان قاديروف هو من يحكم هناك، والسؤال: هل يكون الجولاني قاديروف سورية بعد اعادة تدويره وتوظيفه مثلا بالحدث السوري، بسيناريو مختلف لكنه سيكون مطابقاً بالنتيجة مع فارق الفواصل والتكتيكات فقط. والمعركة مستمرة وبعمق، ومزيد تلو المزيد كرد فعل على انجازات الجيش العربي السوري والحلفاء، من السيطرة على جسر الشغور وادلب المراد لها أن تكون موصلاً سوريا،ً إلى فتح عمليات عسكرية مركبة عبر نموذج الحروب غير المتماثلة باتجاه الساحل السوري، وهي أعقد أنواع الحروب تدمج بين حروب العصابات وتكتيكات الحرب النظامية، باتجاه إيجاد منفذ بحري لمجتمعات الدواعش على المتوسط لضرب الوجود الروسي هناك، وعبر فتح جديد لمعارك في كسب، والأخيرة بمثابة قرم سورية، وكذلك يمتد الأمريكي عبر الوصول إلى الدلتا في مصر، لإيجاد منفذ آخر لها هناك أي للدواعش الأمريكان في الداخل المصري). انّ الصراع في الشرق الأوسط الآن صراع ديني سياسي جغرافي في آن واحد ونتائجه: أرخبيلات الدول الفاشلة، حيث أمريكا تقتضي مصالحها الأبقاء على أنظمة متناقضة لتسهل السيطرة عليها، فهي لا تريد فعلاً عودة سنيّة قويّة الى مراكز الحكم في المنطقة. والجميع عاد ويعود كرهاً أو حبّاً الى الثابتة السورية والمسنودة من الروسي والصيني، في أولوية محاربة الأرهاب المصنوع في أقبية الغرف السوداء لمجتمع المخابرات الأمريكي، والمصنّع بعضه في بعض الدواخل العربية المجاورة بسبب ظروفها الأقتصادية الخاصة، وغياب العدالة وحقوق الأنسان والبطالة والفقر والجوع، هذا الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من جهات الأرض الأربع، حيث الجميع عاد الى الثابتة السورية او ان شئت الثلاثية السابق ذكرها…. أنظر عزيزي القارىء الى التنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله والجيش السوري في المعارك الجارية الآن في جرود عرسال ومحيطها، والعمل جاري على تنظيف هذه المناطق من زبالة الأرهاب، ونموذج عرسال وجرودها سيطبق لاحقاً في أدلب وريفها أيضاً(وكل شيء بوقته حلو). سورية وحزب الله وايران حاجة اقليمية ودولية، لمحاربة فيروسات الأرهاب التي أنتجتها واشنطن في مختبراتها البيولوجية الأستخباراتية، من دواعش وفواحش وقوارض وزواحف، وأي جبهة اقليمية ودولية لضرب تلك الفيروسات تحتاج الى تسويات سياسية تسبقها في بؤر الخلافات وملفاتها. وحتّى لا نغرق في التفاصيل ونتوه بالمعنى التكتيكي والأستراتيجي، لا بدّ أن نطرح ما تعرف باسم نظرية المنطق في السياسة جانباً، مع تناسي علم الرياضيات السياسية وقواعد التفكير السليم في تفكيك المركب وتركيب المفكك، مع تناسي الغوص في التحليل بشكل عامودي وأفقي، لأنّ الأشياء والأمور والمعطيات لم تعد كما يبدو عليها أن تكون، وجلّ الأزمات ان لجهة المحلي، وان لجهة الأقليمي، وان لجهة الدولي، صارت أكثر تعقيداً وترابطاً، والتفاعلات والمفاعيل لمعظم الممارسات الدولية لم تعد تخضع لقانون أو قيم أو أخلاق. بعبارة أخرى أكثر وضوحاً، اذا أردنا أن نفهم ونعي بشراسه فكرية أبعاد ومعطيات ودلائل المؤامرة علينا في المنطقة والعالم، ووضع قاعدة بيانات وداتا معلومات لها، علينا أن نفكر جميعاً بعقلية المؤامرة نفسها، ومن يعتقد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية جاءت الى المنطقة لمحاربة الأرهاب، فهو لا يكون الاّ متآمر أو جاهل أو متخلف عقلي وذو جنون مطبق لا متقطع. هناك استراتيجية أمريكية جديدة في تشكيل حلف دولي(الناتو) واقليمي(سني)من دول ما تسمى الأعتدال العربي، لابل دول الأعتلال العربي لمحاربة الأرهاب في سورية والعراق، وهذه الأستراتيجية أصلاً تتعارض مع مفهوم ومقتضيات محاربة الأرهاب من جهة، وتنقض نظرياً رؤية كيسنجر للحروب الدينية السنيّة الشيعية والتي اعتمدتها الأدارة الأمريكية كخيار بعيد المدى، لضرب العمق الأستراتيجي العربي لأيران في أفق عزلتها ومحاصرتها ثم تفجيرها من الداخل عبر مفاوضات خمسة زائد واحد، ونقل مجتمعات الدواعش والفواحش والقوارض إلى مناطق السنّة في الداخل الأيراني. أمريكا تستولد استراتيجية جديدة أيضاً اسمها(ادارة التوحش وأزمتها)في البلقان وآسيا الوسطى، فخرج علينا زعيم القاعدة أيمن الظواهري من كهفه بعد سبات، حتّى أنّ شكله صار مثل الكهف الذي يسكنه، وبشّر الأمة بميلاد فرع جديد للقاعدة في شبه القارة الهندية(بنغلادش، كشمير، الهند، باكستان) وعلى الحدود مع ايران، وهذا آثار ثائرة روسيّا والهند والصين(أعضاء دول البريكس)، لأدراكهم أنّ أمريكا قرّرت نقل ادارة التوحش من الشرق الأوسط الى منطقة آسيا حيث تهديدات داعش لروسيّا. واشنطن تدرك أنّه يستحيل في هذه المرحلة المبكرة من عمر الصراع في المنطقة من تفجير حرب سنيّة شيعية شاملة، على ضوء نتائج المحاولات الجنينية الفاشلة التي اختبرتها في لبنان وسورية والعراق، والآن تحاول في الأردن عبر الفتنة بين الشرق الأردني(الكح)والشرق الأردني ذو الأصول المختلفة، حيث جلّ السفلة من صنّاع القرار الأمريكي يريدون ادخال داعش وتصنيع مثيلاتها في الداخل الأردني، وتحريك الخلايا السريّة النائمة والتي لا تنام ولا تنكفىء أصلاً، كل ذلك عبر اشراك عمّان سرّاً أو علناً في محاربة مجتمعات الدواعش، كي يصار الى نشر الفوضى في الداخل الأردني لجعل الملف الأردني كملف مخرجات للملف الفلسطيني، ضمن رؤية محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من عرب ومسلمين صهاينة، وتحت عنوان انشاء اقليم فدرالي في الجنوب السوري مركزه درعا، ليكون بمثابة جيب أمني كالجيب الكردي في شمال العراق. والتساؤلات هنا: لدينا رؤية تحليلية بعد التمحيص والتدقيق بكلام رموز كارتلات الحرب في واشنطن، بخصوص التفاتة عسكرية أمريكية في الجنوب السوري رغم اتفاق الجنوب الصامد حتّى اللحظة رغم الرفض الأسرائيلي له، وتحت عنوان حماية للأردن واسرائيل كما تقول هذه الرموز الحربية لكارتلات الحكم هناك، تتحدث أن الأمريكي والأسرائيلي وآخرين يريدون أن يعوّضوا خسائرهم في الحدث السوري في الجنوب السوري، والبحث عن فرص لأستثمارها ومن خلال المثلث السوري الأردني الأسرائيلي المشترك وامتداداته لجهة لبنان خاصة مع بدء عمليات تحرير جرود عرسال ومحيطها(الرئيس ترامب سوف يستقبل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في قادم الأيام)، لأقامة منطقة جغرافية آمنة، ووضع جزء من الديمغرافيا السورية اللاجئة خارج الوطن السوري والنازحة في داخله في غرب درعا، في هذه المنطقة الجغرافية المراد لها أن تكون مسمار جحا أمريكي وآخر اسرائيلي تماماً كقرية الغجر اللبنانية، والأستمرار باللعب والتدخلات في الشأن السوري وصولاً الى اسقاطه، مع دعم الجماعات الأرهابية المسلّحة في الجنوب السوري، لكي تشكل بمثابة الحزام الأمني النازف لدمشق في الجنوب السوري بصورة مختلفة عن حزام لبنان، ولكي يكون الحزام الآمن لجغرافيا وديمغرافيا المنطقة التي يسعى الأمريكي والأسرائيلي لأيجادها هناك كمسمار جحا، وتحت شعار محاربة داعش في الجنوب السوري والقاعدة وباقي الزومبيات، والمحافظة على أمن الحليف الأردني، وكما أوضح أركان كارتلات الحكم الأمريكي. انّ المناورات التي يجريها الأسرائيلي مع المارينز الأمريكي في النقب الآن، والتي تحاكي مواجهة مع داعش والنصرة أو فتح الشام أو القاعدة لا فرق، وفيها انزال خلف خطوط العدو، تقع في سياقات هذا المشروع الأمريكي الأسرائيلي البعض العربي في الجنوب السوري الساخن الآن، للتعويض عن الخسارات الكثيرة مؤخراً، وليصار الى صرفه بالسياسة لاحقاً لصالح الطرف الثالث بالحدث السوري، دون أي تدخلات لقوّات برية عسكرية اسرائيلية مباشرة، سوى فقط مساعدات عبر الطيران وطائرات بدون طيّار ودعم استخباراتي ولوجستي آخر، ومن المحتمل دخول قوّات كوماندوز لغايات المساعدة في اقامة تلك المنطقة الجغرافيا الديمغرافيا السورية كمسمار جحا، ويبدو أنّ الجنوب السوري والحدود الأردنية الشمالية في طريقها لتكون بمثابة مثلث بارمودا الأردني بفعل الأمريكي والأسرائيلي والسعودي والبعض العربي الآخر، فهل يقود كل ذلك الى حرب جديدة في المنطقة عبر تسخين الجنوب السوري، تتدحرج الى كرات حربية متفاقمة لها ما بعدها؟!. السؤال العميق والذي يحفّز العقل على التفكير: هل ستوافق عمّان على ما سبق ذكره، لما في ذلك من مخاطر على الأمن الوطني الأردني وعلى الجغرافيا الأردنية في الشمال الأردني الساخن الآن بفعل رؤية البلدربيرغ الأمريكي، واحتمالية اقتطاع جزء من الجغرافيا الأردنية لآنشاء امارة حوران ووضع عليها مثلاً أميراً ابو محمد الجولاني(احمد حسين الشرع أو أي سافل آخر)زعيم فتح الشام الأرهابية قاديروف سورية؟ أو حتّى لواء حوران كاملاً وضمه الى تلك المنطقة المراد تأسيسها بعد خسارات الأمريكي والأسرائيلي والتركي في حلب؟. وأعتقد أنّ السوري وحزب الله والأيراني، باسناد روسي وباسناد دبلوماسي صيني وبتمويل مالي صيني أيضاً،  يستعدوا من الآن لمثل هكذا سيناريوهات وللرد على مناورات النقب بين الأسرائيلي والمارينز الأمريكي، حيث الهدف وكما أسلفنا سابقاً، انشاء منطقة جغرافية آمنة محمية بجماعات ارهابية مسلّحة بزعامة الجولاني زعيم فتح الشام قاديروف سورية، لتشكل تلك الجماعات الأرهابية حزام أمني للمنطقة الآمنة(نسخة متطورة عن حزام لبنان)، المعطيات الراهنة تقول هي في طريقها الى التنفيذ حتّى اللحظة، ثمة حشود عسكرية سورية مع مجموعات من فرقة الرضوان في حزب الله، بجانب كتائب من المقاومات الفلسطينية في الداخل السوري، ومجموعات سورية شعبية مقاومة أشرف عليها الشهيد سمير القنطار ودربها سابقاً بدعم من حزب الله، في مواجهة ما يجري في المثلث المشترك على الحدود في الجنوب السوري والشمال الآردني، وثمة طائرات استطلاع سورية ومن حزب الله وايرانية تنطلق من الجنوب السوري نحو فلسطين المحتلة، ويعود معظمها سالمةً الى قواعدها وتفشل ما تسمى بالقبّة الحديدية الأسرائيلية في اسقاطها(اسرائيل لا تعلن عن ذلك وكذلك الحال في الطرف الذي يطلقها)، الا أنّ الرسائل وصلت لجلّ السفلة ان في واشنطن وان في تل أبيب، والذين يستهدفون الأردن ولبنان وسورية، ولكن هيهات هيهات أيّها السفلة. انّ داعش وجبهة النصرة وفتح الشام وغيرها، هي مخرجات السياسة الأمريكية في المنطقة، تم انتاجها وحواضنها في الدواخل العربية بتوظيفات واستثمارات الفقر والظلم والجوع والقهر والبطالة والفساد وغياب العدالة وحقوق الأنسان، مع العبث في دم الأيديولوجيا والجغرافيا في الساحات. وعندما قالت:”اسرائيل”أنّ ايران صارت جارة لنا والسعودية قالت: انّ طهران تسعى لمحاصرتها وتحجيمها الدور وتقليص نفوذها في العالم العربي والأسلامي، فهمت نواة الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، أنّ الخطر هذه المره تجاوز الأدوات، ليتحول الى تهديد استراتيجي داهم على أمن بلادها القومي والمتمثل في ثلاثية النفط واسرائيل والكرد. في أروقة مجتمعات استخبارات الطرف الثالث في الحدث الشامي، كخصوم للدولة الوطنية السورية جلسات عصف ذهني وخلاصات، وتتحدث المعلومات المتسربة وعن قصد أنّ منظومة الحسم الأستراتيجي في الأزمة الراهنة، استطاع النسق السياسي في دمشق تحقيقها والعملية ما زالت مستمرة، وترافقها عمليات الحسم الميداني، لتعزيزها وتثبيتها على أرض الواقع وعبر لغة الميدان، ان لجهة التكتيكي منها ازاء اطلاق عمليات المصالحات الداخلية في بؤر الصراع الداخلي، وان لجهة الأستراتيجي نحو ما بعد نتائج حوارات الأستانة القادمة بصيغها المختلفة، ليصار الى التسكين والتمكين من زاوية الجيش العربي السوري، والمنتشر في جلّ الجغرافيا السورية كجيش وحيد في العالم الذي يحتل أرضه في اشارة الى مكافحته للأرهاب المصنّع والمدخل في كل مكان في سورية. وأي صيغ سياسية تفاوضية قد يصار لفرضها، كرفض لأي نتائج ايجابية لمفاوضات العاصمة الكازاخستانية كحلول تستهدف: سد الأفق السياسي وتعميق الخلافات والأزمة، بعبارة أخرى اعادة انتاج بالمعنى السياسي للأزمة السورية من قبل الطرف الثالث، وبعض زواريبه من مشيخات القلق والبعض العربي الآخر بالتحالف مع الأسرائيلي الصهيوني، في ظل الحديث عن صفقات تاريخية تسووية تنهي الصراع مع الأسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية والأسلامية، خاصة بعد الأنبطاح البعض العربي للأسرائيلي بوضعيات الكاماسوترا المختلفة في فراش الخيانة بعد اغلاق المسجد الأقصى، ومحاولة طرف عربي وازن بماله فقط لترتيب دور له عبر الثوب الأسرائيلي ليشرف على المسجد الأقصى، ويعمل على اقصاء الرعاية الأردنية الهاشمية للمقدسات في فلسطين المحتلة، ودفع أو تشجيع النسق السوري للجلوس على طاولة المفاوضات من جديد. ومن المعروف للجميع أنّ السياسة استمرار للحرب، فانّ بنية الأخيرة بتفاصيلها استمرار للسياسة، وأي عملية عسكرية لا تقود الى نتائج سياسية، هي عملية فاشلة بامتياز حتّى ولو كانت عملية عسكرية داخلية، فما نلحظه في سورية أنّ جلّ العمليات العسكرية في الداخل السوري من قبل قطاعات وتشكيلات الجيش السوري تقود الى نتائج سياسية مبهرة للدولة، ويكفي أنّ المجتمعات السورية المحلية لم تعد حاضنة لجلّ سفلة الأرهاب المدخل والمنتج في الداخل السوري، وصارت طارده بعمق له ورافق ذلك المصالحات السياسية لأخراج الأرهابين من غير الجنسية السورية ومشغليهم. نعم الأزمة السورية كأزمة اقليمية ودولية، ينام ويصحو الجميع على أحداثها، كرّست مفهوم جديد للسياسة سيدرّس لاحقاً في كل جامعات العالم ومراكز البحث الأممي، حيث لم تعد السياسة فن الممكن، فهذا مفهوم قديم وتقليدي أكل وشرب الدهر عليه ومنه حتّى شبع، السياسة الآن وبفعل ومفاعيل وتفاعلات وعقابيل ومآلات الحدث السوري، صارت تعني فن انتاج الضرورة كمنتج شامل، بعبارة أخرى صارت السياسة منتج أمني، ومنتج سياسي، ومنتج اقتصادي، ومنتج عسكري، ومنتج ثقافي وفكري، وبعيداً عن فلسفات سياسات تدوير الزاويا الخلافية الحادة في السياسة كمفهوم ونهج ووسيلة. وبعد الأنجازات العسكرية السورية الأخيرة والمتواصلة، ان عبر العمليات العسكرية الهجومية مرّات عديدة والعمليات الدفاعية أحياناً، وان عبر سياسات واستراتيجيات المصالحات التي انتهجتها وتنتهجها الدولة الوطنية السورية، فانّه صار للنصر مفهوم جديد ومعيار مستحدث في علم الحروب، والأخيرة(الحرب)لا تحسم بالحل العسكري وحده فقط، بل وبالحل السياسي الذي صارت له قيمه أخلاقية وقيميّة اجتماعية تحاكي تجليات النصر العسكري الميداني. فالدولة الوطنية السورية تسير بخط الحسم العسكري وخط الحسم السياسي(المصالحات)، ان في مناطق فرض فيها الجيش السوري سيطرته الكاملة، وان في تلك المناطق التي صارت على مشارف الفرض العسكري عليها، ودفعها الى فكرة الخروج والعودة الى حضن الدولة من جديد. فدمشق جادت وأبدعت وبمهنية محترفة في فن ممارسة الحرب ضد الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من قبل دول الجوار مجتمعةً، وضد الأرهاب المصنّع في الداخل عبر الطرف الثالث في الحدث السوري وزاروب البعض العربي القلق وقبل بدئه بسنوات، وما رافق ذلك من وضع استراتيجيات صناعة الكذبة في الأزمة السورية وصناعة القاتل والضحية. وأحسب أنّ مستقبل نهاية الأزمة في سورية، بحاجة الى من يجيد فن الحرب وكما أسلفنا ويتقن صناعة عملية السلام الداخلي عبر المصالحات الشاملة، ورأى العالم ما حدث في البدء في حمص القديمة وكيف سهّلت أطراف اقليمية مجبرةً ومكرهةً لذلك، لحاجة اخراج مجاميع ضبّاط استخباراتها من الداخل الحمصي القديم، من طرف سعودي وطرف تركي وطرف دويلة قطر، وكان منظر السادة الأرهابيون المنسحبون وكأنّهم لا بل هم: كالجراد المنتشر الجائع نحو العرق الأخضر للصعود في حافلات ذلّهم، الى حيث أرادوا أو أريد لهم أن يخرجوا اليه سوريّاً، ليصار الى تصعيدهم لملاقاة الحور العين التي جهدوا من أجلها، ولن يجدوا الاّ ما اقترفته آياديهم من ظلم حيث يهوون في نار جهنم باذن الله تعالى، سبعون وسبعون وسبعون خريفاً حتّى يلج الجمل من سم الخياط(خرم الأبرة). ثم استنسخ نموذج حمص في أكثر من مكان وساحة في الداخل السوري وفي حلب الشرقية وفي حي الوعر وغير مكان في سورية، ولن تكون الأخيرة في فكرة خروج السفلة الأرهابيين، وتسوية أوضاع من يريد الى مجتمعه المحلي، على أن لا تكون آياديهم ملطخة بدماء الشعب السوري. وصحيح أنّه تم انتزاع الورقة السورية السياسية من يد السوريين في بدايات الأحداث الى منتصفها تقريباً، وجعلها تتنقل بين مدارات التنازع الدولي وتنازعات البعض العربي المرتبط بالطرف الثالث في المسألة السورية، وتحديداً في أروقة مشيخات الرمال والقلق العربي، باستثناء واحدة أو اثنتين الى حد ما، لذا ليس القوي من يكسب الحرب وانما الضعيف هو من يخسر السلام.

وعندما نقول المجتمع الدولي وأدواره في سورية وأزمتها نقصد به: الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة العبرية “اسرائيل”، وبريطانيا، وفرنسا، وزواريب البعض العربي التائه القلق، فانّ عرب الرمال يريدون استمرار اسالة الدم السوري ومزيد من استنزافات عميقة وعرضية للدولة الوطنية السورية، مسنوداً بمحفظة مالية ضخمة وحملات بروباغندا معادية مضادة، لذلك فانّ عرب الرمال وبعض العرب الآخر يدركون، أنّ أمريكا عندما تصل الى اللحظة التاريخية الحاسمة للمخايرة والأختيار بين حلفائها ومصالحها، فسوف تختار الأخيرة وخير مثال على ذلك الأتفاق النووي مع ايران ومآلاته القادمة. وعلى ما تم ذكره أنفاً أحسب وأعتقد التالي: يتموضع المنظور الصهيوني لأتفاق ايران النووي بأنّه عمليّاً: هو نتاج صمود الدولة الوطنية السورية وتماسك جيشها وأجهزتها الأمنية ومؤسسات القطاع العام، وبالمجمل صمود النسق السياسي السوري. “اسرائيل” الصهيونية ترى في مفاعيل وتفاعلات الأتفاق النووي مع ايران حتّى اللحظة، يعني الأعتراف بايران دولة اقليمية لها نفوذها ومجالها الحيوي في جلّ منطقة الشرق الأوسط، وبحق ايران في تخصيب اليورانيوم كعملية تقنية فنيّه نووية وبعيداً عن نسبة التخصيب، ويعني ضخ المزيد من الأموال المجمّدة، وهذا يقود الى تحسين الأقتصاد الأيراني وبالتالي تحسن وانتعاشات في الأقتصاد السوري المأزوم نتيجة المسألة السورية. ويعني تخفيض نسبة البطالة في ايران بشكل ملموس، وتخفيض نسبة التضخم المالي، واستعادة العمله الأيرانية لما فقدته من قيمتها، وبالنتيجة احياءات متصاعدة لدورة الأقتصاد الأيراني. وفي ذات السياق العام ترى “اسرائيل” الصهيونية، أنّ الأتفاق النووي مع ايران ما زال غامضاً ويحتاج الى مزيد من الأيضاحات والكشف عن مفاصل المعلومات، وصحيح أنّ ايران لم تتنازل عن حقها في التخصيب، وتنازلات ايران كانت في الهوامش فقط. من جانب حذر، تنظر “اسرائيل” الصهيونية الى الأتفاق النووي مع ايران كحدث سياسي، قد يقود الى حالة استراتيجية من العلاقات المختلفه مع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، ومن جانب آخر كنتيجة مفعّلة سوف يقود الى التقليل من الرقعة الجيواستراتيجية، التي تسيطر عليها روسيّا والصين في منطقة الخليج، وقد يقود هذا الى احياء عودة النفوذ الأمريكي الى أسيا الوسطى عبر ايران، ويقود الى تراجع تركيا ومزيد من التمايز في علاقاتها مع واشنطن. ولكن “اسرائيل” الصهيونية تحاول اخفاء ابتسامة هنا: أنّ الأتفاق النووي مع ايران سوف يؤسس الى تغير تدريجي في نواة المجتمع الأيراني عبر الطبقة الوسطى الأيرانية، واستعادة الأخيرة لديناميكياتها بسبب تحسن الأقتصاد الأيراني، كونها الطبقة التي يمكن الرهان عليها في احداث التغيير المنشود والمأمول أمريكيّاً وغربيّاً وصهيونيّاً، كونها طبقة لها آفاق سياسية كبيرة في ايران وهي ذات مكون بشري شاب، والطبقة الوسطى في ايران هي مصنع القيادات السياسية والثقافية والفكرية والعلمية والعسكرية والأستخباراتية، وهي التي تحافظ على الصراع الطبقي في المجتمع، بينما “اسرائيل” الصهيونية تضحك بتشفي بأنّ الطبقة الوسطى في الأردن تم تذويبها والغائها ضمن نهج محدد في السياسات الأقتصادية وغيرها، لتأجيل وأو الغاء أي رهان سياسي عليها في التغيير مع كل أسف، ففي حالة اندلاع الصراع وأو التنافس لمستويات ساخنة على المدى الطويل في الداخل الأردني، فسوف تكون النتائج عنيفة بالمعنى السياسي والأمني والمورد البشري، فلا طبقة وسطى يمكن لنواة الدولة الأردنية عندها الركون اليها، لأعادة التوازن للصراع المجتمعي أو ان شئت سميه التنافس بفعل المحفزات الداخلية الديمغرافية والأقليمية، والتي يصار لتوظيفها عبر البلدربيرغ الأمريكي ونواته الأممية، بعد تعثر المشروع الأمريكي في سورية. اذاً أمريكا والغرب الأوروبي وعبر اتفاق ايران النووي يسعون الى تغير طبيعة النظام السياسي في ايران، عبر الطبقة الوسطى الفاعلة في المجتمع الأيراني، كمقدمة لأنهاء البرنامج النووي الأيراني وعبر اطلاق العنان وافساحات للمجال السياسي لطهران وادماجها في بيئة الأقتصاد العالمي، والأعتراض الأسرائيلي الصهيوني هنا: هو أنّ هذا يحتاج الى وقت طويل ومثابرة وهذا لا يصب في الصالح الأستراتيجي الأسرائيلي مع وجود نخب سياسية وعسكرية واستخباراتية واقتصادية ايرانية تلتف حول الدولة الأيرانية وولاية الفقيه. ونظرة”اسرائيل”الصهيونية أنّ الأتفاق النووي مع ايران يعزّز مكانة ايران كقوّة نفوذ في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويقود الى تقاربات ومزيد من العلاقات مع غالبية الشعب الأذري في شمال ايران حيث أذربيجان، والى تفاهمات خاصة وجديدة مع باكو حول مخزونات بحر قزوين في الشمال الأيراني للتوصل، الى اتفاقيات اطار قانوني مع الدول الأربعة الأخرى المطله عليه وهل هو بحر أم بحيرة؟ كذلك الى تفاهمات ايرانية أذربيجانية حول الوجود العسكري والأستخباري الأسرائيلي المستتر في الداخل الأذربيجاني. “اسرائيل” الصهيونية تسعى الى توظيفات لآتفاق ايران النووي وتعمل عليها، للحصول على ثمن ما غير واضح في مجمل الصراع العربي الأسرائيلي وخاصةً على المسار الفلسطيني – “الأسرائيلي”، كأن يكون مثلاً بقاء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، تفاهم حول القدس، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وحول كل موضوعات الحل النهائي بما فيها اللاجئين والنازحين، وأنّه في حالة عدم منح “اسرائيل” هذا الثمن فسوف تعيقه وعبر أدواتها في الداخل الأمريكي وفي الكونغرس وغيره من مؤسسات الدولة الأمريكية وبالتعاون مع ادارة ترامب وعبر أدواتها في الخارج الأمريكي وفي أوروبا، الاّ في حالة واحدة محتملة وهي رفض الحكومة الأممية(البلدربيرغ)الأمريكي التوجهات الصهيونية! وهنا قد تقوم “اسرائيل”بخطوة عسكرية حمقى ازاء ايران لخلط الأوراق، تبدأ بحزب الله وتتوسع ازاء سورية لأشعال فتيل حرب اقليمية. وترى “اسرائيل” الصهيونية في اتفاق ايران النووي، أنّه أشّر الى حد ما على انتصار المكون الشيعي السياسي ضد المكون السنّي السياسي، واستمرار النسق السياسي السوري، وبقاء الرئيس لقيادته المرحلة الأنتقالية القادمة والتي يمكن أن تنتجها أي عملية سياسية تسووية قادمة، واتفاق ايران النووي أدخل الدول العربية المطلة على الخليج في دائرة الخطر الأستراتيجي، والتمهيد للثورات فيها لأحداث التغيرات المطلوبة أمريكيّاً، وهذا ما لاتريده “اسرائيل” الصهيونية الآن على الأقل. وترى اسرائيل الصهيونية أنّ الأتفاق النووي مع ايران ضمن لطهران حتّى اللحظة عدم تدمير ولا جهاز طرد مركزي واحد واستمرار العمل حتّى الآن في مفاعل(آراك)، والذي يعمل بالمياه الثقيلة وهو مفاعل بحثي طبي، كما مهّد هذا الأتفاق المؤقت لشرعنة التخصيب، فالصراع مع الغرب وأمريكا ومن ورائهم “اسرائيل” وبقايا البعض العربي، كان وما زال في موضوع التخصيب كعملية وليس بنسب التخصيب. تل أبيب الصهيونية ترى أنّ ايران قدّمت تنازلات في الهوامش ونسب التخصيب وتفاصيل أخرى غير معلومة لا تعيق حقها في التخصيب الذي شرعنه الأتفاق معها. “اسرائيل” الصهيونية ترى في الأتفاق النووي مع ايران يعني استخدام الجمهورية الأسلامية الأيرانية لأوراقها  السياسية، وأدواتها العملياتية في داخل الباكستان وأفغانستان ومع حركة طالبان أفغانستان وطالبان باكستان، لتسهيل عمليات انسحاب جزئية لبعض القوّات الأمريكية من أفغانستان مع عدم عرقلة ومواجهة المصالح الأمريكية هناك، وهذا من شأنه أن يقود الى حالة من التسكين على طول خطوط العلاقات الأمريكية الأيرانية، وهذا لا يصب في الصالح الأسرائيلي الصهيوني. الأتفاق النووي مع ايران كرّس لطهران بل خلق دور مركزي حقيقي في المنطقة، بعبارة أخرى صار الدور الأيراني هو أكثر من لاعب اقليمي وأقل من لاعب دولي، وهنا صارت ايران دولة اقليمية عظمى في محيطها وهذا ما يتجاهله بعض العرب مكابرةً وغروراً وحقداً وحسداً. ومن أجل الأساءة الى صورة ايران في المنطقة، ذهبت هذا الآوان بعض وسائل الميديا الأمريكية المتصهينة في الداخل الأمريكي وفي الداخل الأوروبي، وبعض وسائل الميديا العربية وبعض الخليجية والتي تمثل خط الليكود الأسرائيلي الصهيوني في الأعلام العربي، والمتحالفة مع ذلك البعض الأمريكي والبعض الأوروبي، صاروا جميعاً يتحدثون عن أن مباحثات سريّة ترعاها”واشنطن” و”أوروبا”تجري بين طهران وتل أبيب هذا الأوان في أماكن أخرى كمرحلة، وبذلك تكسر تل أبيب حصارها السياسي جزئياً لنظام طهران الديني وتنفتح جزئياً أيضاً على حوار سياسي إيراني إسرائيلي.  وآضاف مجتمع وسائل الميديا هذا بالتحديد والذي يفبرك ويحلّل ويسرّب:- أنّ عورات طهران تكشّفت بتنازلها عن نوويها ونووي غيرها، بحثاً عن مدخل لحوار مع واشنطن فتل أبيب واستبدال هياجها المذهبي بسلوك معتدل طمعاً بدور إقليمي مفقود بعد سقوط “الشاه”، كونه منذ قيام النظام الديني في طهران أحاطته واشنطن بسياج من العزل السياسي وسحبت دوره الإقليمي وكان موقعه الثالث في منظومة الدفاع الغربية: (تركيا، إسرائيل، وإيران قبل سقوط الشاه)، يتساءل هؤلاء اليوم تساؤل ينم عن خبث سياسي دفين لا براغماتية  سياسية، ولضرب وحدة النسيج الأيراني الواحد والموحد ضد الخطر الخارجي، حيث الأخير يوحّد ايران، وتساؤل هؤلاء هو:- اليوم هل تتهيأ طهران الى الإنضمام لهذه المجموعة السابقة بفعل العوامل التالية: أولاً: تركيا علمانية الهوى إسلامية الجذور والهوية، أعطت ظهرها لهذا الحلف وانسحبت منه وسلمت وجهها لقـِبلّة “دينها- موروثها- مشاعرها” بتحسس ألم المسلمين العرب والأجانب، الذين يعتبرونها آخر قلاع الدفاع عن حقوقهم بعد إنهيار “العراق- مصر- سورية” وإنسحاب السعودية لجغرافيتها ومصالحها الخليجية. ثانياً: ولأنّ ايران تُجيد سياسة مواجهة المصالح والسياسات الأميركية في المنطقة، وكان آخرها مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي تم افشاله عبر المقاومة في حرب تموز 2006 م، وبقدر مانجحت واشنطن في عزل طهران، نجحت طهران في توظيف أخطاء واشنطن الإستراتيجية في المنطقة وكان أعظمها “إحتلال العراق”، الذي بدأت معه المواجهة تتخذ شكلها الحاد، فعلى أرض العراق التي تعرفها طهران جيداً وتحسن إستخدام تناقضاتها المذهبية تمت المواجهة الحادة رأسيّاً وعرضيّاً. ثالثاً: يد طهران التي كانت مغلولة إلى عنقها إنبسطت بزوال نظامين “سُنيين” معاديين لها على طرفي حدودها في العراق وأفغانستان، فاستثمرت الفرصة بشكل ممتاز وساعدها في ذلك غياب وأو تغيّب لأي دور للعرب، وبقدر ما أساءت واشنطن والغرب تقدير نتائج سقوط النظامين، أحسنت طهران إستغلال هذه النتائج وتوظيفها وتوليفها لمصلحتها. رابعاً: قاد الصراع الشرس بين طهران وواشنطن على أرض العراق، رفضاً لسياسة القطيعة من نحو، وطلباً للوصل من نحوٍ آخر، إلى إعادة النظر في كل ماسبق، وهاهي واشنطن فتل أبيب تستخلص الدروس من حربها السياسية الطويلة ضد نظام طهران وتحاول بحكم مأزق العراق والمسألة السورية الإستماع لمطالب النظام وشكواه وربما إستيعابه واحتوائه. ويضيف ويسرّب مجتمع الميديا هذا وبخبث أيضاً، أنّ طهران لم ترفض قط الحوار مع واشنطن وتل أبيب! لا بل كانت تطلبه وتسعى إليه، غير أن الشروط التي مرت بها العلاقات بينهم لم تسمح لواشنطن وتل أبيب بالإنفتاح على نظام بدائي الفكر والمشاعر والممارسة، حتى فرضت الظروف ومشروع إيران النووي ومتاعب واشنطن في العراق والمنطقة وتآكُل النظام العربي، إلى قدر من التطبيع وعلاقات وصل تحلم به طهران كما تشير وسائل الميديا هذه لتشويه صورة ايران، وقد يفضي إلى تطبيع آخر بين إيران وإسرائيل، يدفع ثمنه العرب خاصةً العراقيون “السُنة” الذين سيمتلأ إقليمهم الموعود، والذي ستشيده الجماجِمُ والدّمُ بـ”عرب اللجوء” بتفريغ محيط إسرائيل منهم، وسيتخذ إقليمهم مستقبلاً شكل “جمهورية”(كوسوفو نموذجاً)وهو مايدفعنا لفهم أسباب تصفية “عوائل وزعامات سُنية” داخل بيوتها بالكواتم في مرحلة ما، والآن عبر الدواعش كأداة صهيونية أمريكية حيث غالبية الضحايا من السنّة، لكي يسارع الآخرين الإنتقال إلى المحافظات السُنية، بانتظار مدفع الإقليم الذي سيفطر عليه صائمو دهر العبودية الجديدة. إذاً تكرس وسائل الميديا الأمريكية والأوروبية المتصهينة، والمتحالفة مع بعض وسائل اعلام عربية وخليجية تمثل التيّار الليكودي الأسرائيلي الصهيوني في الأعلام العربي، يكرّسون هؤلاء بخبث سياسي دور إيران الجديد، وهو إقامة الإقليم السُني، إذ تفُضّل إسرائيل هجرة الفلسطينيين على توطينهم بالقرب منها أو على حدودها، فالهجرة تعني نسيان الوطن، أما التوطين فيُذكّر به. لقد سبق هؤلاء الآنفون وزير الخارجية الأيراني الدكتور محمد جواد ظريف، ومعه سلفه ورفيقه وصديقه الدكتور علي أكبر صالحي، عندما أكّدا أنّ البعض من أجنحة كارتلات الحكم الأمريكية ومن تقاطع معهم من بقايا العرب، يسعون الى ضرب الوحدة الوطنية الأيرانية ونسيجها الأجتماعي. ويضيف كاتب هذه السطور التالي: … ومن خلفهم النواة الصلبة في الكيان الصهيوني عبر مجتمع المخابرات الأسرائيلي الصهيوني، ومن تساوق معه من العالم السفلي في”اسرائيل”المافيا الأسرائيلية، بالتعاون مع شبكات زعيم مافيا سابق اسمه(شالوم دومراني)ذهب الى المغرب ليعيد هيكلة نفسه من جديد هناك، ويحمل الجنسية المغربية وله استثمارات اقتصادية هائلة هناك، وعاد الى الجنوب الفلسطيني المحتل الآن” جنوب اسرائيل”، وشبكة زعيم مافيا آخر اسمه(عمير مولتز)، وشبكة المافيوي(ريكو سيرازي)، بجانب شبكات المافيا من عائلة(كراجه)في نتانيا مختصة بتخزين مخزونات السلاح وتبيض الأموال، وعائلة(الحريري)في الطيبة مختصة بتخزين السلاح أيضاً وتبيض الأموال، وهما من الأكثر رعباً في الوسط العربي المحتل – الشمال الفلسطيني المحتل ” اسرائيل” الآن. وتتحدث المعلومات، أنّ هذا العالم السفلي في الكيان الصهيوني، وبالتنسيق مع مجتمع المخابرات الصهيوني والشرطة الأسرائيلية، وخاصة مع وحدة(يمار)ومع طاقم خاص من قوة لاهف(،433)في الشرطة الأسرائيلية، وهما المختصتين بمحاربة هذا العالم السفلي قاموا ويقومون الآن بأدوار عميقة في العراق وبالتنسيق مع حكومة اقليم كردستان في العراق، لأنشاء اقليم سنّى وآخر شيعي وآخر كردي تريده واشنطن وبلدربيرغها اسرائيل ثانية في الشمال العراقي، وهذا هو محور خلاف وصراع مستتر على طول خطوط العلاقات الأسرائيلية الأمريكية، حيث تريده اسرائيل الحالية مجرد اقليم لا أكثر ولا أقل وكجيب أمني وجغرافي لها، وهناك أدوار ما زالت مستتره ازاء الداخل الأيراني، ان لجهة الشمال الأيراني، وان لجهة شمال غرب ايران، وان لجهة شمال شرق ايران، وان لجهة الحدود مع العراق واقليم كردستان. بل تناسى هؤلاء المطلعون، أنّ من يقوم بقتل العوائل في بيوتها، ان من جهة السنّة، وان من جهة الشيعة، وفي بيوتهم بكواتم صوت، هم فرق الموت من دواعش ودوامس وغيرها(باسنادات مافويه اسرائلية صهيونية حاقدة)التي أنشاها جون نيغوربنتي وزميله السفير الأمريكي السابق في سورية روبرت فورد، عندما كان الأخير قائماً بالأعمال الأمريكي في العراق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.