انضباط وروح قتالية.. ما سر تألق الجزائر بالكأس الأفريقية؟

الجريدة نت15 يوليو 2019
انضباط وروح قتالية.. ما سر تألق الجزائر بالكأس الأفريقية؟

دخلت بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تحتضنها مصر منذ 21 يونيو المنصرم وحتى 19 يوليو الجاري، مراحلها النهائية بوصول منتخبي الجزائر والسنغال إلى المحطة الختامية للنسخة القارية الـ32.

وعرفت البطولة القارية مشاركة 24 منتخباً، منها 5 فرق عربية، لكن منتخباً عربياً وحيداً نجح في مواصلة مشواره نحو النهاية، ويتعلق الأمر بالمنتخب الجزائري، الذي قدّم مستوى مميزاً بقيادة رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، وأفضل لاعب في القارة الأفريقية عام 2016.

وخطف منتخب الجزائر الأنظار؛ بفضل تجانس لاعبيه وقوة المردود فوق “المستطيل الأخضر”، وهو ما انعكس على النتائج التي تحققت ورشحت “الخُضر” للذهاب بعيداً في “كان 2019”.

واستهلت الجزائر مشوارها في النسخة الحالية بفوز مستحق على حساب كينيا (2-0)، ثم تخطت عقبة السنغال بهدف دون رد، ثم سحقت تنزانيا (3-0)، في مباراة شهدت مشاركة 9 لاعبين من التشكيلة الاحتياطية وإراحة عدد كبير من الأساسيين.

وتخطى “الخُضر” عقبة غينيا بثلاثية نظيفة في دور الـ16، ثم عبروا ساحل العاج بركلات الترجيح، بعد نهاية الأوقات الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي (1-1)، قبل الإطاحة بـ”نسور” نيجيريا في نصف النهائي بهدفين مقابل هدف.

وفي هذا الإطار يقول المحلل الجزائري في شبكة قنوات “بي إن سبورت” الرياضية، عبد الناصر البار، في تصريحات لـ”الخليج أونلاين”، إن السر في ظهور منتخب بلاده بهذا الشكل القوي في أقوى بطولات القارة السمراء يعود إلى المدرب جمال بلماضي، الذي عينه الاتحاد الجزائري مدرباً في أغسطس 2018، بعقد يمتد حتى مونديال قطر 2022.

وأشار إلى أن المنتخب الجزائري في السنوات الـ10 الأخيرة “لا يختلف عليه اثنان فنياً”، في ظل توفره على لاعبين بارزين ومهاريين ينشطون في كبرى الدوريات الأوروبية.

لكن المشكلة التي كان يُعاني منها المنتخب الجزائري تكمن في تعيين المدربين، وتجلى ذلك بوضوح بعد رحيل المدرب البوسني وحيد خليلهودزيتش، عقب الأداء اللافت لـ”محاربي الصحراء” في مونديال البرازيل 2014، بحسب ما قاله “البار”.

واستشهد الصحفي الرياضي الجزائري بالمدربين الذين تعاقبوا على المنتخب الأول عقب انتهاء حقبة “خليلهودزيتش”؛ على غرار الفرنسي كريستيان غوركوف، الذي نجح فنياً لكن انضباطياً كان بعيداً كل البعد ولم يستطع فرض شخصيته، ولم يستطع أيضاً إدارة المجموعة، وكان هناك انفلات في معسكرات المنتخب الجزائري.

ولفت إلى أن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، الذي خلف محمد روراوة في عام 2017، سار على نهج سلفه، وتعهد بجلب مدرب كبير لقيادة المنتخب، لكن الجميع تفاجأ بجلب مدرب إسباني مغمور (لوكاس ألكاراز)، فضلاً عن تعيين رابح ماجر، الغائب من سنوات عن الساحة التدريبية، بحسب قوله.

وأوضح، في حديث خاص لـ”الخليج أونلاين”، أن الفرصة أتت إلى “بلماضي” رغم أنه لم يكن ضمن أولويات اتحاد الكرة الجزائري، حيث استغلها الرجل على أفضل نحو ممكن؛ لإدراكه الكامل أن المنتخب يمتلك عناصر على قدر عالٍ من الكفاءة والمهارة والنجومية.

ووفق “البار”، يعرف بلماضي طريقة تفكير اللاعبين المغتربين لأنه مثلهم جزائري عاش في فرنسا، وسنه قريبة من سن اللاعبين، كما أنه نجح في فرض شخصيته على اللاعبين، فضلاً عن زرعه الروح في صفوف المنتخب الجزائري. 

وحول سر قوة “محاربي الصحراء” في البطولة الأفريقية، شدد الصحفي الرياضي في جريدة “الراية” القطرية على أن بلماضي لا يعترف بالأسماء وإنما بالعطاء فوق أرضية الميدان، خاصة أن لديه تجارب سابقة حين كان مدرباً للمنتخب القطري، إذ أطاح بأسماء وازنة كسيباستيان سوريا، وخلفان إبراهيم، وفضّل الاعتماد على لاعبين مستعدين للقتال فوق “المستطيل الأخضر”.

وأشار إلى أن إسماعيل بن ناصر وآدم وناس ويوسف بلايلي ويوسف عطال وعدلان قديورة، إضافة إلى الحارس المخضرم رايس مبولحي، من أبرز لاعبي الكتيبة الجزائرية في كأس أمم أفريقيا.

وأوضح أن المؤشرات التي قدّمها منتخب الجزائر في الدور الأول تُظهر أن كتيبة بلماضي عازمة على تقديم دورة كبيرة، لكن كرة القدم تفرض ضرورة التعامل مع كل مباراة على حدة، خاصة الأدوار الإقصائية، التي تتطلب خوضها بذكاء وبنفس الروح والانضباط من أجل الوصول إلى الأمتار الأخيرة.

وتُمني مصر النفس بفوز منتخبها الأول بلقب البطولة الأفريقية للمرة الثامنة في تاريخه، علماً أنه تُوّج باللقب الأفريقي في 3 نسخ سابقة أقيمت على أراضيه من أصل 4؛ أعوام 1959، و1974، و1986، و2006.

كما تأمل منتخبات شمال أفريقيا في كسر النحس الذي يلازمها في البطولات الأفريقية؛ إذ لم تفز المغرب والجزائر وتونس بالكأس الغالية سوى مرة وحيدة لكل منها؛ وذلك أعوام 1976، و1990، و2004، على الترتيب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.