متابعة : أيوب قيس المدياري
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلنت وزارة الاقتصاد والمالية، اليوم الأحد، عبر بلاغ لمديرية المنافسة والأسعار والمقاصة، عن بدء زيادة أسعار أسطوانات غاز البوتان ابتداء من يوم غد الاثنين.
وفقًا للبلاغ الذي تلقته “الواضح 24″، تأتي هذه الزيادة في إطار تنفيذ برنامج الدعم الاجتماعي المباشر الذي استفادت منه 3.6 ملايين أسرة حتى أبريل الماضي. يعتمد البرنامج على مبدأ الاستهداف الفعّال للأسر المستحقة من خلال التسجيل في السجل الاجتماعي الموحد. الحكومة عززت هذا البرنامج بمجموعة من المبادرات الاجتماعية، منها تعميم التغطية الصحية على 4.2 مليون أسرة مستفيدة من نظام “أمو-تضامن”، وبرنامج دعم السكن لـ330 ألف أسرة على مدى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى إعلان رفع أجور الموظفين والأجراء في القطاعين العام والخاص ضمن جولة الحوار الاجتماعي لشهر أبريل 2024. تهدف هذه الخطوات إلى رفع القدرة الشرائية لأكثر من 4 ملايين أسرة مغربية.
أشار البلاغ إلى أن الحكومة ستبدأ في إصلاح منظومة دعم أسعار غاز البوتان بشكل جزئي في هذا السياق، مع مواصلة تنفيذ الإصلاح الشامل لمنظومة الحماية الاجتماعية عبر القانون الإطار رقم 09.21. تنص المادة الثامنة من هذا القانون على تمويل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر من خلال تجميع وتعميم مختلف البرامج الاجتماعية، إلى جانب الإصلاح الجزئي لصندوق المقاصة. خُصصت الحكومة مبلغ 80 مليار درهم حتى سنة 2026 لتمويل البرامج الاجتماعية وتنفيذ مخرجات الحوار الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بزيادة أجور الموظفين والأجراء.
أعلنت وزارة الاقتصاد والمالية أنه، ابتداءً من يوم 20 مايو الجاري، سيتم البدء في تقليص جزئي من الدعم الموجه لقنينات غاز البوتان. ستتأثر قنينة غاز البوتان من فئة 3 كيلوغرامات بزيادة قدرها 2.5 دراهم، فيما سترتفع قنينة غاز البوتان من فئة 10 كيلوغرامات بزيادة تصل إلى 10 دراهم.
هذه الزيادات المتوقعة في أسعار غاز البوتان تأتي في وقت حساس وتثير قلق الكثير من الأسر المغربية التي تعتمد على هذا المورد الحيوي في حياتها اليومية. من المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل قوية من مختلف الأوساط المجتمعية، وسط دعوات لضرورة توفير بدائل ودعم إضافي للفئات الأكثر تأثراً بهذه الزيادة.
وتأتي هذه الزيادة في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعاني منها الكثير من الأسر المغربية، مما يضيف عبئًا إضافيًا على ميزانياتها. وتعتمد العديد من الأسر، خصوصاً في المناطق الريفية، على غاز البوتان كمصدر رئيسي للطاقة في الطبخ والتدفئة، مما يجعل أي زيادة في أسعاره مسألة حساسة.
من جهة أخرى، تُشير الحكومة إلى أن هذه الزيادة هي جزء من استراتيجية أوسع لتحسين الدعم الاجتماعي المباشر، والذي يشمل برامج متنوعة تهدف إلى رفع المستوى المعيشي للمواطنين، مثل توسيع التغطية الصحية والدعم السكني وزيادة الأجور
وتباينت ردود الفعل حول هذا القرار بين مؤيدين يرون فيه خطوة ضرورية لتحسين فعالية الدعم الاجتماعي وتوجيهه نحو الفئات الأكثر احتياجًا، ومعارضين يعتبرونه زيادة في الأعباء المالية على الأسر، قد تزيد من مستوى الاحتقان الاجتماعي.
دعا بعض الناشطين والمحللين الاقتصاديين إلى ضرورة توفير بدائل ملموسة للتخفيف من تأثير هذه الزيادة على الأسر الفقيرة والمتوسطة، مثل تحسين خدمات النقل وتوفير برامج دعم مباشر للمتضررين.
في هذا السياق، ستظل العيون موجهة نحو تنفيذ هذه السياسات ورصد تأثيرها الفعلي على الحياة اليومية للمواطنين، في انتظار ردود فعل الحكومة على الانتقادات ومحاولاتها للتخفيف من الآثار السلبية المحتملة لهذا القرار.