منذ بداية حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة، بات جليا لكل متتبع للأحداث الدموية أن الغزيين وإن كانوا على قلب رجل واحد في المعاناة والمصير فإن الأحداث الراهنة أوضحت أن قطاع غزة يضم صورتين وليس صورة واحدة.
الأولى توضح وجود قطاع واسع من الناس نُكل به وهدم منزله وهدرت كرامته، وبات يكره الحرب ويكره حكم حماس في المنطقة، ولم تتم حمايته بموجب القانون الدولي باعتباره مدنيا لا علاقة له بالحرب وهي صورة حزينة تدمع العين والقلب وتجعل المرء يلعن الحرب.
أما الصورة الثانية من المشهد فهي صورة طوفان الأقصى وهي تعكس صمود أكثر من 200 ألف غزي في جباليا رفضوا النزوح رغم ارتقاء 10000 شهيد، وتبين صبر مئات المجاهدين تحت الأنفاق والمنازل المدمرة وهم يواجهون جيشا مكونا من آلاف العساكر والمرتزقة والمدرعات والطائرات الحربية، ويكبدونهم الخسائر تلو الخسائر، عاملين بالأية الكريمة “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل”، هذه الصورة تعكس توحد شعوب العالم على كلمة واحدة وهي: الحرية لغزة والنصر للمقاومة.