كشف مجلس المنافسة معطيات تفضح ممارسات شركات المحروقات بقيادة مجموعة “إفريقيا غاز” لمالكها الملياردير عزيز أخنوش، لتوسيع هامش الربح بطريقة غير معقولة خلال أزمة “كورونا” التي عرفت تراجع أسعار البترول في السوق العالمية.
وفضح المجلس في رأيه الصادر يوم الاثنين 26 شتنبر الجاري، كيف عملت الشركات بالاتفاق فيما بينها على إبطال المنافسة، في وقت كان عليها أن تخفض الأسعار تماشيا مع ما عرفته أثمنة البترول دوليا، لتضاعف أرباحها بشكل كبير.
وجاء تقرير المجلس ليؤكد الأخبار والنقاشات والتقارير التي كشفت في وقت سابق الأرباح الطائلة التي حققتها ولا تزال تُحققها شركة أخنوش المحتكرة للسوق، باستغلال وضعيتها في السوق الوطنية كأكبر شركة تنشط في قطاع المحروقات.
وبالعودة إلى معطيات التقرير نجد أن شركات المحروقات، باستثناء “بتروم”، عملت على الرفع من هامش الربح سنة 2020، التي عرفت تراجعا مهما في أسعار البترول عالميا، لتتجاوز حاجز درهم واحد في اللتر.
وعلى هذا الأساس، رفعت “أفريقيا” من أرباحها بشكل مسترسل، وكانت أعلى هوامش الربح هي تلك المسجلة في عز جائحة “كورونا”، إذ كان هامش الربح الإجمالي المسجل لدى شركة “أخنوش” خلال سنتي 2018 و2019 لا يتجاوز الدرهم الواحد في اللتر، وبلغ تواليا 89 و92 سنتيما، قبل أن يحقق قفزة كبيرة عام 2020 تزامنا مع تراجع قياسي في أسعار النفط دوليا، ليصل إلى درهم و60 سنتيما ثم إلى درهم و15 سنتيما سنة 2021، بالنسبة للغازوال، وهو الحال ذاته مع البنزين.
وباستغلال مكانتهـا كشـركة رائـدة فـي السـوق، وصاحبة أكبر حصة من واردات المحروقات في السوق المغربية بـ21,2 في المائة، راكمت شركة “إفريقيا” أرباحا مهمة من عمليات التوزيع، حيث انتقل هامش الربح بشكل صاروخي من 0,58 درهما سنة 2019 إلى 1,25 درهما سنة 2020 بالنسبة للغازوال، أما بالنسبة للبنزين فانتقل من 0,83 درهما سنة 2019 إلى 1,04 دراهم سنة 2020.
هذه العملية التي وصفها الكثيرون بـ “غير المشروعة”، مكنت شركة “أخنوش” من الحفاظ على مستويات الربح مرتفعة، السنتين الماضيتين، إذ حققت سنة 2020 رقم المعاملات بلغ 16,7 مليار درهم، وناتج صافي وصل إلى 416 مليون درهم مع هامش ربح بلغ 2,5 في المائة، ما يعني 34,67 مليون درهم من الأرباح تقريبا في الشهر أو 1,15 مليون درهم يوميا، وتحسن الأمر في 2021 برقم معاملات ارتفع إلى 21,78 مليار درهم، وبهامش ربح بلغ 2,3 في المائة أعطى ناتجا صافيا بـ497 مليون درهم، أي 41,41 مليون درهم شهريا و1,38 مليون درهم كأرباح يومية تقريبية.
وكما هو متوقع، تصدرت “إفريقيا” مبيعات المحروقات (الغازوال والبنزين) طيلة الفترة المشمولة بالوثيقة، وحققت 2,19 و2,33 و1,83 مليار لتر تواليا أعوام 2018 و2019 و2020، أما في 2021 فباعت ملياري لتر تقريبا، وحققت رقم معاملات تراوح ما بين 12,82 مليار درهم و19,18 مليار درهم خلال الأعوام الأربعة.
ويطرح استمرار شركات المحروقات وفي مقدمته مجموعة أخنوش المستحوذة على السوق الوطنية، باعتماد أسعار مرتفعة لبيع منتجاتها، على الرغم من انهيار أسعار المحروقات في السوق الدولة، تساؤلات عديدة، ويستدعي تدخل الحكومة لفرض ضريبة استثنائية على الأرباح “غير الشرعية” التي حققتها في الفترات السابقة.